[size=21]السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بمناسبه حلول شهر الخيرات شهر رمضان الكريم ..ولان جميع المسلمين خلال هذا الشهر يؤدون صلاه التراويح...اريد ان اقدم لكم هذا الموضوع اللذي يحوي عدد من اخطاء المسلمين في صلاه التراويح...اتمنى ان تستفيدوا منه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المخالفات في صلاه التراويح:
ومما ابتدع في قيام رضمان في الجماعه قراءه " سوره الانعام" جميعها في ركعه واحده يخصونها بذلك , في اخر ركعه من التراويح ليله السابع او قبلها , فعل ذلك ابتداءا بعذ ائمه المساجد الجهال , ومستشهدا بحديث لا اصل له عند اهل الحديث, ولا دليل فيه ايضا , يروى موقوفا عن ابن عباس , وانما ذكره بعض المفسرين مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل " سوره الانعام" مظلم..." باختصار قاله ابو شامه في كتابه " الباعث على انكار البدع والحوادث".
وابتدع بعضهم ايضا جمع ايات السجدات يقرأ بها في ليله ختم القران في صلاه التراويح ويسجد بالمأمومين في جميعها.
وابتدع آخرون سرد جميع ما في القران من ايات الدعاء في اخر من التراويح بعد قراءه " سوره الناس" , فيطول الركعه الثانيه على الاوالى نحوا من تطويله بقراءه " الانعام" مع اختراعه لهذه البدعه , وكذلك الذين يجمعون ايات يخصونها بالقراءه ويسمونها ايات الحرس , ولا اصل لشيئ من ذلك , فليعلم ان جميع ذلك بدعه , وليس شيئ منها من الشريعه , بل هو مما يوهم انه من الشرع وليس منه
امتناع احدهم من صلاه العشاء خلف امام يصلي التراويح:
ومن الاشياء التي يقع فيها كثير من المصلين , خاصه في رمضان يأتي الى المسجد متأخرا , وقد صلى الناس العشاء , وبدأوا في صلاه التراويح , فالمسلم بين امرين , اما ان يصلي منفردا فيحرم صلاه الجماعه , او انه ينتظر حتى يأتي بعض الناس الذي لم يصلوا العشاء مثله فيصلوا جماعه وهذا الفعل الاخير يؤدي الى التشويش على الجماعه الذين يصلون صلاه التراويح , والذي يحملهم على ذلك هواعتقادهم بأن صلاه المفترض خلف المتنفل لا يجوز , ولكن الناظر الى سنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ان ذلك يجوز , لورود الادله الداله على جواز اقتداء المفترض بالمتنفل نذكر منها: ما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله ...حديث الحج الطويل...وفي آخره: " ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض الى البيت فصلى بمكه الظهر " [مسلم].
وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى [مسلم].
وعن جابر بن عبد الله : " ان معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فيؤم قومه " [البخاري ومسلم]
وفي روايه مسلم : " كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يأتي مسجد قومه فيصلي بهم".
وعن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابصر رجلا وحده فقال: " الا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه" .
وفي روايه: " ايكم يتجر على هذا ؟ فقام رجل فصلى معه" [ ابو داوود والترمذي وغيرهم].
وهذه اقوال بعض اهل العلم في جواز صلاه المفترض خلف المتنفل:
اولا: الكلام على حديثي جابر وابن عمر ووجه الجمع بينهما:
قال الامام النووي رحمه الله: " ووجه الجمع بينهما انه صلى الله عليه وسلم طاف للافاضه قبل الزوال , ثم صلى الظهر بمكه في اول وقتها ثم رجع الى منى فصلى بها الظهر مره اخرى باصحابه حين سألوه ذلك فيكون متنفلا بالظهر الثانيه التي بمنى".
"فروى جابر صلاته بمكه وابن عمر صلاته بمنى وهما صادقان صادقان"
ثانيا: الكلام على حديث معاذ:
قال الامام النووي: " في هذا الحديث جواز صلاه المفترض خلف المتنفل لان معاذا كان يصلي الفريضه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسقط فرضه ثم يصلي مره ثانيه بقومه , وهي له تطوع ولهم فريضه".
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : في معرض الكلام عن صلاه المتنفل خلف المفترض والعكس , قال رحمه الله: " فقد ثبت صلاه المتنفل خلف المفترض في عده احاديث , وثبت ايضا العكس " .
ثم قال: " ومن هذا الباب صلاه العشاء الاخره خلف من يصلي قيام رمضان , يصلي خلفه ركعتين , ثم يقوم فيتم ركعتين , فأظهر الاقوال جواز هذا كله".
اذكار بين كل ركعتين في صلاه التراويح:
احدث كثير من المسلمين بعض الاذكار في صلاه التراويح تقال بعد كل تسليمتين , ويرفعون بهذه الاذكار اصواتهم ويمشون على صوت واحد مثل:
1_ صلاه القيام اثابكم الله
2_صلوا سا حضار على النبي المختار.
3_الصلاه والسلام عليك يا اول خلق الله.
4_قراءه"قل هو الله احد" ثلاث مرات
5_التهليل بين كل ترويحتين " لا اله الا الله.....الخ..
فهذه جمله من الاذكار , لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من اصحابه لانهم لو قالوها لنقلوها الينا , فلما لم تنقل علمنا انها لم تثبت.
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه صلاه التراويح ليلتين او ثلاثه , ثم امتنع من الخروج , فلما سئل عن ذلك اعني امتناعه عن الخروج قال: " فلم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم " .
ففي البخاري ومسلم من حديث عائشه رضي الله عنها : " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليله في المسجد فصلى يصلاته الناس ثم صلى من القابله فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليله الثالثه او الرابعه فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اصبح قال : " قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم "
فهذا الحديث لم يرد فيه شيئ من هذه الاذكار التي ذكرت انفا , وكان الصحابه احرص الناس على فعل الخيرات , فلو كان في قول هذه الاذكار خير لسبقونا اليه ولدلونا عليه , وعلى ذلك فمن يقولها فقد اوقع نفسه تحت طائله حديث : " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.
قال ابو شامه في كتابه " الباعث على انكار البدع والحوادث" : وينبغي للمسلم ان يتجنب ما احدث من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاه التراويح , ومن رفع اصواتهم بذلك , والمشي على صوت واحد فان ذلك كله من البدع".
قال ابن الحاج في" المدخل" : " وينبغي ان يتجنب ما احدثوه من الذكر بعد كل تسلميتين من صلاه التراويح , ومن رفع اصواتهن بذلك والمشي على صوت واحد , فان ذلك كله من البدع , وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاه التراويح " الصلاه يرحمكم" فانه محدث والحدث في الدين ممنوع وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , ثم الخلفاء بعده , ثم الصحابه رضوان الله عليهم ولم يذكر ععن احد من السلف فعل ذلك , فيسعنا ما وسعهم".
قال صاحب " السنن والمبتدعات" : " (وقولهم) عند صلاه التراويح : صلوا يا حضار على النبي المختار الخ هذيان بين الترويحات كله بدعه شنيعه ( وكذا قولهم) صلاه القيام اثابكم الله , والتهليل بين كل ترويحتين , واداره التبليغ بينهم والجهر بكل ذلك تشويش في بيوت الله , وبدع ضلالات منكرات العاملون بها في عظيم الغفلات وشنيع السيئات
ترك القراءه من المصحف:
ومن المسائل التي يشرع ذكرها هنا في هذا المقام الا وهي مسأله قراءه الامام من المصحف في صلاه التراويح حيث ان بعض ائمه المساجد يتحرجون من فعل ذلك فضلا عن قله علمهم بحكم المسأله هل هي جائزه ام لا.
فقد اجاز جمهور اهل العلم قراءه الامام من المصحف قياسا على حمل النبي صلى الله عليه وسلم امامه في الصلاه , ومن ادله الجواز ايضا ان ذكوان مولى عائشه رضي الله عنها كان يؤمها من المصحف , وهذه بعض الاثار الوارده عن السلف في جواز القراءه من المصحف في صلاه الليل:
قال البخاري: " وكانت عائشه يؤمها عبدها ذكوان من المصحف".
عن الحكم في الرجل يؤم في رمضان يقرأ في المصحف رخّص فيه.
عن ايوب قال: " كان محمد لا يرى بأسا ان يؤم الرجل يقرأ في المصحف".
عن الحسن ومحمد قالا: " لا باس به".
عن عطاء قال: " لا بأس به".
عن ابن وهب قال: "سئل الامام مالك عن اهل قريه_ ليس احد منهم جامع للقرآن اترى ان يجعلوا مصحفا يقرأ لهم رجل منهم؟ قال: لا بأس به.."
وعن احمد في رجل يؤم في رمضان في المصحف فرخّص له , فقيل له: ما يؤم في الفريضه قال ويكون هذا؟
وعنه ايضا: وقد سئل هل يؤم في المصحف في رمضان قال: ما يعجبني الا ان يضظر الى ذلك وبه قال اسحاق.
وفي " مسائل الامام احمد من روايه اسحاق":
"سألته عن رجل يؤم في شهر رمضان في المصحف؟ فقال: لا بأس به , قد كانت عائشه تامر مولى لها فيؤمها في شهر رمضان في المصحف وعده من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , والحسن ومحمد بن سيرين وعطاء لم يكونوا يرون به بأسا".
وقال ايضا اسحاق: " امرني ابو عبد الله ان اؤم الناس في المصحف ففعلته".
قال ابن قدامه: قال احمد : لا بأس يصلي بالناس بالناس القيام , وهو ينظر في المصحف. قيل له : في الفريضه؟ قال: لا , لم اسمع فيه شيئا.
وقال القاضي: يكره في الفرض, ولا بأس به في التطوع اذا لم يحفظ , فان كان حافظا كره ايضا.
والصواب من القول في المسأله: انه يجوز للامام ان يقرأ في المصحف في صلاه الليل ان كان لا يحفظ القران لما سبق من الادله والاثار , والجواز هو قول الجمهور. الا ان بعض اهل العلم قال بالمنع لحديث: " ان في الصلاه شغلا" ولحديث " يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله" , وعلى ذلك , فالذي يظهر لي والله اعلم ان الامر في ذلك واسع.
اما مسأله حمل المأموم المصحف خلف الامام في الصلاه , فالقول بالمنع هو المقدّم , وذلك لعدم ورود الاثر في ذلك وليس ثم حاجه تدعوا الى هذا الفعل ولحديث : " ان في الصلاه شغلا" والله تعالى اعلم.
صلاه التراويح بعد المغرب سبيل المبتدعه:
سئل شيخ الاسلام رحمه الله عمن يصلي التراويح بعد المغرب : هل هو سنه ام بدعه؟ وذكروا ان الامام الشافعي صلاها بعد المغرب وتممها بعد العشاء الاخره؟
فأجاب: " الحمد لله رب العالمين : السنه في التراويح ان تصلى بعد العشاء الاخره , كما اتفق على ذلك السلف والائمه والنقل المذكور عن الشافعي رضي الله عنه باطل فما كان الائمه يصلونها الا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين , وعلى ذلك ائمه المسلمين لا يعرف عن احد انه تعمد صلاتها قبل العشاء , فان هذه تسمى قيام رمضان ...وقيام الليل في رمضان وغيره انما يكون بعد العشاء ... وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الاخره , ولكن الرافضه تكره صلاه التراويح , فاذا صلوها قبل العشاء الاخره , لا تكون هي صلاه التراويح , كما انهم اذا توضؤوا يغسلون ارجلهم اول الوضوء ويمسحونها في اخره , فمن صلاها قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعه المخالفين للسنه , والله اعلم
التزام الائمه صيغه واحده في نهايه كل دعاء في التراويح:
يجد الامام يتكلف السجع في جمل الدعاء ويكره له ذلك , اما اذا كان الدعاء غير متكلف فلا بأس بذلك , لكن الذي اردت ان انبه عليه هنا في هذا الموطن , وهو من الاهميه بمكان شيئ يتعلق بفقه الدعاء , فيدعوا الامام يقول مثلا " الله اهلك الظالمين بالظالمين برحمتك يا ارحم الراحمين " , " اللهم عليك باليهود والنصارى والصرب برحمتك يا ارحم الراحمين " فالامام قد اورد اسما من اسماء الله يتضمن صفه الرحمه , وصفه الرحمه تتنافى مع هذه الصيغه من الدعاء , فكان من الاليق ان يقول: " اللهم اهلك الظالمين بالظالمين يا منتقم يا جبار" او " يا عزيز ذو انتقام" وعلى هذا فقس.
فمثلا الرجل يدعو الله ان يرزقه يقول" اللهم ارزقنا يا رزاق" او " ارزقنا وانت خير الرازقين " كما قال عيسى عليه السلام : ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائده من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا وايه منك وارزقنا وانت خير الرازقين ) [المائده/114].
وكما قال سليمان عليه الصلاه والسلام : ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب) [ص/35] , فانظر الى نبي الله سليمان عليه الصلاه والسلام لما طلب من الله ان يهبه ملكا فاستعمل اسما يتناسب مع حاجته التي يطلبها من ربه سبحانه فقال: " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب".
ومن الاشياء المحتمله ايضا انه يتبع كل دعاء بقوله: "برمتك يا ارحم الراحمين" فقد تخونه ذاكرته في استحضار دعاء يردف به هذا الدعاء فيقول في نهايه كل دعاء " برحمتك يا ارحم الراحمين" حتى يستجمع ذاكرته ويستحضر دعاء اخر والله اعلم.
قال شيخنا حفظه الله في "فقه الدعاء" : " وتاره يكون الدعاء مشفوعا باسماء الله الحسنى لقول الله تبارك تعالى : " ولله الاسماء الحسنى فادعوه " [الاعراف/180] فهي احسن الاسماء فانه سبحانه اذا دعي بأحسن اسمائه واسماؤه كلها حسنى _ كان ذلك من اسباب الاجابه . فيسأل الرب سبحانه وتعالى باسم من اسمائه الحسنى موافق للمسأله التي يريدها الشخص , فان كان يريد الرزق مثلا كما قال عيسى عليه السلام : "...وارزقنا وانت خير الرازقين" . وقول موسى عليه السلام : ( انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين ) فطلب المغفره بقوله : ( وانت خير الغافرين ) [الاعراف/155] وطلب الشفاء باسم الشافي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (...اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك.." اخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشه رضي الله عنها ".
تنبيه: ونتعجب من اقوام يستمعون تلاوه القرآن طوال شهر رمضان , فلا تكاد اعينهم تذرف بالبكاء لسماع القران , لكن عند دعاء ختم القران تكاد قلوبهم تتفطر , وكذلك اعينهم تتقرح من البكاء , مع ان هذا كلام البشر والله يقول : ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشيه الله...) [الحشر/21] فانا لله وانا اليه راجعون.
باقى الموضوع بالاسفل
بمناسبه حلول شهر الخيرات شهر رمضان الكريم ..ولان جميع المسلمين خلال هذا الشهر يؤدون صلاه التراويح...اريد ان اقدم لكم هذا الموضوع اللذي يحوي عدد من اخطاء المسلمين في صلاه التراويح...اتمنى ان تستفيدوا منه ...
بسم الله الرحمن الرحيم
بعض المخالفات في صلاه التراويح:
ومما ابتدع في قيام رضمان في الجماعه قراءه " سوره الانعام" جميعها في ركعه واحده يخصونها بذلك , في اخر ركعه من التراويح ليله السابع او قبلها , فعل ذلك ابتداءا بعذ ائمه المساجد الجهال , ومستشهدا بحديث لا اصل له عند اهل الحديث, ولا دليل فيه ايضا , يروى موقوفا عن ابن عباس , وانما ذكره بعض المفسرين مرفوعا الى النبي صلى الله عليه وسلم في فضل " سوره الانعام" مظلم..." باختصار قاله ابو شامه في كتابه " الباعث على انكار البدع والحوادث".
وابتدع بعضهم ايضا جمع ايات السجدات يقرأ بها في ليله ختم القران في صلاه التراويح ويسجد بالمأمومين في جميعها.
وابتدع آخرون سرد جميع ما في القران من ايات الدعاء في اخر من التراويح بعد قراءه " سوره الناس" , فيطول الركعه الثانيه على الاوالى نحوا من تطويله بقراءه " الانعام" مع اختراعه لهذه البدعه , وكذلك الذين يجمعون ايات يخصونها بالقراءه ويسمونها ايات الحرس , ولا اصل لشيئ من ذلك , فليعلم ان جميع ذلك بدعه , وليس شيئ منها من الشريعه , بل هو مما يوهم انه من الشرع وليس منه
امتناع احدهم من صلاه العشاء خلف امام يصلي التراويح:
ومن الاشياء التي يقع فيها كثير من المصلين , خاصه في رمضان يأتي الى المسجد متأخرا , وقد صلى الناس العشاء , وبدأوا في صلاه التراويح , فالمسلم بين امرين , اما ان يصلي منفردا فيحرم صلاه الجماعه , او انه ينتظر حتى يأتي بعض الناس الذي لم يصلوا العشاء مثله فيصلوا جماعه وهذا الفعل الاخير يؤدي الى التشويش على الجماعه الذين يصلون صلاه التراويح , والذي يحملهم على ذلك هواعتقادهم بأن صلاه المفترض خلف المتنفل لا يجوز , ولكن الناظر الى سنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلم ان ذلك يجوز , لورود الادله الداله على جواز اقتداء المفترض بالمتنفل نذكر منها: ما رواه مسلم من حديث جابر بن عبد الله ...حديث الحج الطويل...وفي آخره: " ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض الى البيت فصلى بمكه الظهر " [مسلم].
وعن عمر ان رسول الله صلى الله عليه وسلم افاض يوم النحر ثم رجع فصلى الظهر بمنى [مسلم].
وعن جابر بن عبد الله : " ان معاذ بن جبل كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم رجع فيؤم قومه " [البخاري ومسلم]
وفي روايه مسلم : " كان معاذ يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يأتي مسجد قومه فيصلي بهم".
وعن ابي سعيد الخدري ان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابصر رجلا وحده فقال: " الا رجل يتصدق على هذا فيصلي معه" .
وفي روايه: " ايكم يتجر على هذا ؟ فقام رجل فصلى معه" [ ابو داوود والترمذي وغيرهم].
وهذه اقوال بعض اهل العلم في جواز صلاه المفترض خلف المتنفل:
اولا: الكلام على حديثي جابر وابن عمر ووجه الجمع بينهما:
قال الامام النووي رحمه الله: " ووجه الجمع بينهما انه صلى الله عليه وسلم طاف للافاضه قبل الزوال , ثم صلى الظهر بمكه في اول وقتها ثم رجع الى منى فصلى بها الظهر مره اخرى باصحابه حين سألوه ذلك فيكون متنفلا بالظهر الثانيه التي بمنى".
"فروى جابر صلاته بمكه وابن عمر صلاته بمنى وهما صادقان صادقان"
ثانيا: الكلام على حديث معاذ:
قال الامام النووي: " في هذا الحديث جواز صلاه المفترض خلف المتنفل لان معاذا كان يصلي الفريضه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسقط فرضه ثم يصلي مره ثانيه بقومه , وهي له تطوع ولهم فريضه".
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : في معرض الكلام عن صلاه المتنفل خلف المفترض والعكس , قال رحمه الله: " فقد ثبت صلاه المتنفل خلف المفترض في عده احاديث , وثبت ايضا العكس " .
ثم قال: " ومن هذا الباب صلاه العشاء الاخره خلف من يصلي قيام رمضان , يصلي خلفه ركعتين , ثم يقوم فيتم ركعتين , فأظهر الاقوال جواز هذا كله".
اذكار بين كل ركعتين في صلاه التراويح:
احدث كثير من المسلمين بعض الاذكار في صلاه التراويح تقال بعد كل تسليمتين , ويرفعون بهذه الاذكار اصواتهم ويمشون على صوت واحد مثل:
1_ صلاه القيام اثابكم الله
2_صلوا سا حضار على النبي المختار.
3_الصلاه والسلام عليك يا اول خلق الله.
4_قراءه"قل هو الله احد" ثلاث مرات
5_التهليل بين كل ترويحتين " لا اله الا الله.....الخ..
فهذه جمله من الاذكار , لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن احد من اصحابه لانهم لو قالوها لنقلوها الينا , فلما لم تنقل علمنا انها لم تثبت.
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم مع اصحابه صلاه التراويح ليلتين او ثلاثه , ثم امتنع من الخروج , فلما سئل عن ذلك اعني امتناعه عن الخروج قال: " فلم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم " .
ففي البخاري ومسلم من حديث عائشه رضي الله عنها : " ان رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى ذات ليله في المسجد فصلى يصلاته الناس ثم صلى من القابله فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليله الثالثه او الرابعه فلم يخرج اليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما اصبح قال : " قد رأيت الذي صنعتم ولم يمنعني من الخروج اليكم الا اني خشيت ان تفرض عليكم "
فهذا الحديث لم يرد فيه شيئ من هذه الاذكار التي ذكرت انفا , وكان الصحابه احرص الناس على فعل الخيرات , فلو كان في قول هذه الاذكار خير لسبقونا اليه ولدلونا عليه , وعلى ذلك فمن يقولها فقد اوقع نفسه تحت طائله حديث : " من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه.
قال ابو شامه في كتابه " الباعث على انكار البدع والحوادث" : وينبغي للمسلم ان يتجنب ما احدث من الذكر بعد كل تسليمتين من صلاه التراويح , ومن رفع اصواتهم بذلك , والمشي على صوت واحد فان ذلك كله من البدع".
قال ابن الحاج في" المدخل" : " وينبغي ان يتجنب ما احدثوه من الذكر بعد كل تسلميتين من صلاه التراويح , ومن رفع اصواتهن بذلك والمشي على صوت واحد , فان ذلك كله من البدع , وكذلك ينهى عن قول المؤذن بعد ذكرهم بعد التسليمتين من صلاه التراويح " الصلاه يرحمكم" فانه محدث والحدث في الدين ممنوع وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم , ثم الخلفاء بعده , ثم الصحابه رضوان الله عليهم ولم يذكر ععن احد من السلف فعل ذلك , فيسعنا ما وسعهم".
قال صاحب " السنن والمبتدعات" : " (وقولهم) عند صلاه التراويح : صلوا يا حضار على النبي المختار الخ هذيان بين الترويحات كله بدعه شنيعه ( وكذا قولهم) صلاه القيام اثابكم الله , والتهليل بين كل ترويحتين , واداره التبليغ بينهم والجهر بكل ذلك تشويش في بيوت الله , وبدع ضلالات منكرات العاملون بها في عظيم الغفلات وشنيع السيئات
ترك القراءه من المصحف:
ومن المسائل التي يشرع ذكرها هنا في هذا المقام الا وهي مسأله قراءه الامام من المصحف في صلاه التراويح حيث ان بعض ائمه المساجد يتحرجون من فعل ذلك فضلا عن قله علمهم بحكم المسأله هل هي جائزه ام لا.
فقد اجاز جمهور اهل العلم قراءه الامام من المصحف قياسا على حمل النبي صلى الله عليه وسلم امامه في الصلاه , ومن ادله الجواز ايضا ان ذكوان مولى عائشه رضي الله عنها كان يؤمها من المصحف , وهذه بعض الاثار الوارده عن السلف في جواز القراءه من المصحف في صلاه الليل:
قال البخاري: " وكانت عائشه يؤمها عبدها ذكوان من المصحف".
عن الحكم في الرجل يؤم في رمضان يقرأ في المصحف رخّص فيه.
عن ايوب قال: " كان محمد لا يرى بأسا ان يؤم الرجل يقرأ في المصحف".
عن الحسن ومحمد قالا: " لا باس به".
عن عطاء قال: " لا بأس به".
عن ابن وهب قال: "سئل الامام مالك عن اهل قريه_ ليس احد منهم جامع للقرآن اترى ان يجعلوا مصحفا يقرأ لهم رجل منهم؟ قال: لا بأس به.."
وعن احمد في رجل يؤم في رمضان في المصحف فرخّص له , فقيل له: ما يؤم في الفريضه قال ويكون هذا؟
وعنه ايضا: وقد سئل هل يؤم في المصحف في رمضان قال: ما يعجبني الا ان يضظر الى ذلك وبه قال اسحاق.
وفي " مسائل الامام احمد من روايه اسحاق":
"سألته عن رجل يؤم في شهر رمضان في المصحف؟ فقال: لا بأس به , قد كانت عائشه تامر مولى لها فيؤمها في شهر رمضان في المصحف وعده من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , والحسن ومحمد بن سيرين وعطاء لم يكونوا يرون به بأسا".
وقال ايضا اسحاق: " امرني ابو عبد الله ان اؤم الناس في المصحف ففعلته".
قال ابن قدامه: قال احمد : لا بأس يصلي بالناس بالناس القيام , وهو ينظر في المصحف. قيل له : في الفريضه؟ قال: لا , لم اسمع فيه شيئا.
وقال القاضي: يكره في الفرض, ولا بأس به في التطوع اذا لم يحفظ , فان كان حافظا كره ايضا.
والصواب من القول في المسأله: انه يجوز للامام ان يقرأ في المصحف في صلاه الليل ان كان لا يحفظ القران لما سبق من الادله والاثار , والجواز هو قول الجمهور. الا ان بعض اهل العلم قال بالمنع لحديث: " ان في الصلاه شغلا" ولحديث " يؤم القوم اقرأهم لكتاب الله" , وعلى ذلك , فالذي يظهر لي والله اعلم ان الامر في ذلك واسع.
اما مسأله حمل المأموم المصحف خلف الامام في الصلاه , فالقول بالمنع هو المقدّم , وذلك لعدم ورود الاثر في ذلك وليس ثم حاجه تدعوا الى هذا الفعل ولحديث : " ان في الصلاه شغلا" والله تعالى اعلم.
صلاه التراويح بعد المغرب سبيل المبتدعه:
سئل شيخ الاسلام رحمه الله عمن يصلي التراويح بعد المغرب : هل هو سنه ام بدعه؟ وذكروا ان الامام الشافعي صلاها بعد المغرب وتممها بعد العشاء الاخره؟
فأجاب: " الحمد لله رب العالمين : السنه في التراويح ان تصلى بعد العشاء الاخره , كما اتفق على ذلك السلف والائمه والنقل المذكور عن الشافعي رضي الله عنه باطل فما كان الائمه يصلونها الا بعد العشاء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وعهد خلفائه الراشدين , وعلى ذلك ائمه المسلمين لا يعرف عن احد انه تعمد صلاتها قبل العشاء , فان هذه تسمى قيام رمضان ...وقيام الليل في رمضان وغيره انما يكون بعد العشاء ... وقيامهم المعروف عنهم بعد العشاء الاخره , ولكن الرافضه تكره صلاه التراويح , فاذا صلوها قبل العشاء الاخره , لا تكون هي صلاه التراويح , كما انهم اذا توضؤوا يغسلون ارجلهم اول الوضوء ويمسحونها في اخره , فمن صلاها قبل العشاء فقد سلك سبيل المبتدعه المخالفين للسنه , والله اعلم
التزام الائمه صيغه واحده في نهايه كل دعاء في التراويح:
يجد الامام يتكلف السجع في جمل الدعاء ويكره له ذلك , اما اذا كان الدعاء غير متكلف فلا بأس بذلك , لكن الذي اردت ان انبه عليه هنا في هذا الموطن , وهو من الاهميه بمكان شيئ يتعلق بفقه الدعاء , فيدعوا الامام يقول مثلا " الله اهلك الظالمين بالظالمين برحمتك يا ارحم الراحمين " , " اللهم عليك باليهود والنصارى والصرب برحمتك يا ارحم الراحمين " فالامام قد اورد اسما من اسماء الله يتضمن صفه الرحمه , وصفه الرحمه تتنافى مع هذه الصيغه من الدعاء , فكان من الاليق ان يقول: " اللهم اهلك الظالمين بالظالمين يا منتقم يا جبار" او " يا عزيز ذو انتقام" وعلى هذا فقس.
فمثلا الرجل يدعو الله ان يرزقه يقول" اللهم ارزقنا يا رزاق" او " ارزقنا وانت خير الرازقين " كما قال عيسى عليه السلام : ( قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا انزل علينا مائده من السماء تكون لنا عيدا لاولنا واخرنا وايه منك وارزقنا وانت خير الرازقين ) [المائده/114].
وكما قال سليمان عليه الصلاه والسلام : ( قال رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب) [ص/35] , فانظر الى نبي الله سليمان عليه الصلاه والسلام لما طلب من الله ان يهبه ملكا فاستعمل اسما يتناسب مع حاجته التي يطلبها من ربه سبحانه فقال: " رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي انك انت الوهاب".
ومن الاشياء المحتمله ايضا انه يتبع كل دعاء بقوله: "برمتك يا ارحم الراحمين" فقد تخونه ذاكرته في استحضار دعاء يردف به هذا الدعاء فيقول في نهايه كل دعاء " برحمتك يا ارحم الراحمين" حتى يستجمع ذاكرته ويستحضر دعاء اخر والله اعلم.
قال شيخنا حفظه الله في "فقه الدعاء" : " وتاره يكون الدعاء مشفوعا باسماء الله الحسنى لقول الله تبارك تعالى : " ولله الاسماء الحسنى فادعوه " [الاعراف/180] فهي احسن الاسماء فانه سبحانه اذا دعي بأحسن اسمائه واسماؤه كلها حسنى _ كان ذلك من اسباب الاجابه . فيسأل الرب سبحانه وتعالى باسم من اسمائه الحسنى موافق للمسأله التي يريدها الشخص , فان كان يريد الرزق مثلا كما قال عيسى عليه السلام : "...وارزقنا وانت خير الرازقين" . وقول موسى عليه السلام : ( انت ولينا فاغفر لنا وارحمنا وانت خير الغافرين ) فطلب المغفره بقوله : ( وانت خير الغافرين ) [الاعراف/155] وطلب الشفاء باسم الشافي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (...اشف انت الشافي لا شفاء الا شفاؤك.." اخرجه البخاري ومسلم من حديث عائشه رضي الله عنها ".
تنبيه: ونتعجب من اقوام يستمعون تلاوه القرآن طوال شهر رمضان , فلا تكاد اعينهم تذرف بالبكاء لسماع القران , لكن عند دعاء ختم القران تكاد قلوبهم تتفطر , وكذلك اعينهم تتقرح من البكاء , مع ان هذا كلام البشر والله يقول : ( لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشيه الله...) [الحشر/21] فانا لله وانا اليه راجعون.
باقى الموضوع بالاسفل