قـــســوة الــحــب
يقولون: تزوج بمن تحب تعش سعيداً ، وقول آخر يقول: تزوج بمن يحبك تعش سعيداً ، عشت حياتي أتخبط بين القولين ، فهناك من أحبها ولا أرى في الدنيا غيرها وهي لا تبادلني الشعور ، وهناك من تحبني ومستعدة لتقديم أي تضحية من أجلى وأنا لا أجد في قلبي أي نبضة حب تجاهها
أحببت ابنة خالتي ، ولأني من أبناء الريف وابنة خالتي من المدينة كان اللقاء نادراَ ، ولكن وضح الحب ، وأصبح حقيقة وتغلغل في قلبي وكل كياني بعد أن فرضت ظروف استكمال تعليمي الجامعي الإقامة بالمدينة ، وقد عشت في بيت خالتي وأصبحت أراها باستمرار
لم تبادلني ابنة خالتي مشاعر الحب الجارف الذي أكنه لها ، وأمام إلحاحي عليها قالت أنها ستأخذ فرصة لتفكر في هذا الأمر ، وفتح باب أمامي ، لكن جاءني الرد سريعا وقذفت في وجهي الرفض ، وكان مبررها أنها ستعيش مع الخوف ، تخشى أن توافق فلا نعيش سعداء ، وفي الوقت نفسه تخشى أن ترفض رفضاً باتاً قاطعاً فتندم لهذا الرفض ، ورغم الصدمة إلا أني رأيت في هذا الكلام بشائر ضوء يبزغ ، وأعطيتها الفرصة لتفكر على مهل وتراجع كل حساباتها وأفكارها ، وأمامها عام كامل قبل أن تتخذ قراراً نهائياً ، كنت لشدة حبّي لها ألتمس لها العذر ، فهي فتاة غاية في الاستقامة لم يسبق لها تجارب حب ولم تمر بأي مشاكل عاطفية من قبل ، ولكن القدر استمر يسخر مني ومن حبي الكبير فخلال هذا العام تقدم ابن الخال لخطبتها رغم علمه أني أحبها ، واشتعل بيت خالتي وكلهم يأخذون جانبي ويرحبون بي ويفضلونني ، وفي الوقت نفسه رفضته هي فوراً وبلا تردد ، لم تكن تريد كما قالت أن تشعل نار الفتنة بين الأسرة
ومرضت ابنة خالتي الحبيبة مرضاً خطيراً وكادت أن تصاب بالشلل لولا تداركتها رحمة الله ، وشفيت وإن بقيت آثار ورواسب لهذا المرض ، ومرّة أخرى اسمع منها اعتذار عنا تسببه لي من آلام ومتاعب بسبب رفضها ، وتطلب أن تستمر المراسلات بيننا لعل وعسى ، بدأت التحضير للعودة إلى قريتي ، كان وداعها لي ابتسامة حلوة أعادت إلى قلبي بصيصا من الأمل
بعد مدة جاءت خالتي لزيارتنا بالبلد وطبعا دار حوار حول حبِّي لابنتها ورغبتي فيها واستمرار رفضها ، وحاولت أن تهدئ من نفسي وتطالبني بالصبر عليها ، ووعدتها بأن أحبها مدى الحياة ، وعند عودتها إلى بيتها بالمدينة رافقتها وسافرت وجاءني خطاب من ابنة الخالة الحبيبة تتضمن كلماته قرارها النهائي .. لقد فكّرت طويلا وانتهت إلى أنه من الأفضل أن نظل اخوة … وكانت هذه الصدمة الرابعة منها
وشاءت الظروف أن أبدأ عملي في اليوم التالي مباشرة ووقعت عيني على فتاة لفتت نظري ، أعجبني فيها الجمال والهدوء ، اتجهت إليها وأنا لازلت أترنح تحت وطأة صدمة خطاب ابنة الخالة الحبيبة ، عرفت اسمها وقدّمته لزميلة لي لتسأل عنها ، وإذ بها تأتي لي في اليوم التالي بكل المعلومات عن تلك الفتاة وعنوان بيتها ، بل موافقة الأسرة والبنت أيضاً ، وقبل أن أخطو خطوة واحدة فوجئت في نفس اليوم بأن خالتي توفيت ، وسافرت إلى المدينة ووقفت بجانب زوج خالتي المسن أتلقى العزاء ، واعتبرت نفسي منذ ذلك اليوم مسئولاً عن بنات خالتي حيث أن خالتي لم تنجب ولداً
إلى جانب قصة حبي لابنة خالتي الحبيبة ، كانت هناك قصة أخرى تقدم صورة تماماً لحالتي ، فمن خلال ترددي على بيت أخي أثناء دراستي بالجامعة وبعدها حتى الآن تعرّفت على أخت زوجته ، ومن خلال لقاءاتنا العديدة أحبتني الفتاة بقوة ، رأيت فيها ومنها ما تمنيته في ابنة خالتي ، رأيت الحب الجارف نحوي ولم أجد لدي الشجاعة لأرفضه أو أبعدها عني ، كنت أرى فيها نفسي أمام ابنة خالتي ولم أستطع إلا أن أبدو أمامها في صورة المحب المستجيب لحبها ، وأصبحت الفتاة مجنونة بي وبحبي كما أنا مجنون بحب ابنة خالتي ، وفي خجل شديد تحدثت معي عن ارتباطنا ولم أستطع أن اصدمها فأنا أعرف جيدا وقع مثل تلك الصدمات ولكن رحت أضع العقبات التي تحول بيننا وبين تحقيق هذا لعلها تيئس وتنصرف عني ، ولكنها لم تعترض بل كانت توافق على كل شئ ، وكان وضع حالها معي كحالي مع ابنة الخالة
كان لابد أن أضع حداً لهذه المهزلة التي أعيشها ، مهزلة الحب الميت هنا وهناك ، وهداني تفكيري إلى أن أحقق هذا الهدف دون أن أجرح مشاعرها أو أن أسئ إليها ، فأعدت إليها كل خطابات الحب الملتهبة التي كانت ترسلها لي وكل هداياها لأنني كما ذكرت لها وجدت أن أمامي سنوات طويلة حتى أكون مستعداً للزواج ولهذا فأنا أؤجل حالياً التفكير في الزواج
ولكنها كانت قد عرفت من أختها ( زوجة أخي ) بكل أخباري وعلاقتي بابنة الخالة وحبي لها ، بل إنني تقدمت إليها فعلاً وعندما تحدثت معي بهذا أنكرت الحب وبررت تصرفاتي بأنها مفروضة عليّ باعتبارها ابنة خالتي ، كنت أريد أن أجنبها أي صدمة حب فإن كنت فشلت أن أتجاوب معها وأحبها فلا أقلَّ من أكون رقيقا خاصة أنني أؤمن تماماً بأن الحب مرّة واحدة وليس هناك ما يسمّى بالحب الثاني أو الثالث فالحب مرّة واحدة ، ومع ذلك مرضت المسكينة ولازمت الفراش وكنت أنا السبب وما أن تماثلت للشفاء حتى جاءتني لتخبرني أنها تعرف كل شئ وأنها ستتركني راضية لابنة خالتي خاصة في تلك الظروف الجديدة بعد وفاة أمها ورأيت في عينيها دموع الأسى وحزناً لا أستحقه
ووجدت نفسي في موقف أعتقد أنه من النادر أن يوضع فيه غيري ، حب مجنون لابنة خالتي التي ترفضني بإصرار ، وحب مجنون من شقيقة زوجة أخي التي تنازلت عن حبها وكل آمالها من أجل أن تتركني لابنة خالتي ، وتلك الفتاة التي ظهرت فجأة في حياتي ومازالت تنتظر ، وما وصلت إليه من التفكير في الزواج بدون حب ولا مشاعر
يقولون: تزوج بمن تحب تعش سعيداً ، وقول آخر يقول: تزوج بمن يحبك تعش سعيداً ، عشت حياتي أتخبط بين القولين ، فهناك من أحبها ولا أرى في الدنيا غيرها وهي لا تبادلني الشعور ، وهناك من تحبني ومستعدة لتقديم أي تضحية من أجلى وأنا لا أجد في قلبي أي نبضة حب تجاهها
أحببت ابنة خالتي ، ولأني من أبناء الريف وابنة خالتي من المدينة كان اللقاء نادراَ ، ولكن وضح الحب ، وأصبح حقيقة وتغلغل في قلبي وكل كياني بعد أن فرضت ظروف استكمال تعليمي الجامعي الإقامة بالمدينة ، وقد عشت في بيت خالتي وأصبحت أراها باستمرار
لم تبادلني ابنة خالتي مشاعر الحب الجارف الذي أكنه لها ، وأمام إلحاحي عليها قالت أنها ستأخذ فرصة لتفكر في هذا الأمر ، وفتح باب أمامي ، لكن جاءني الرد سريعا وقذفت في وجهي الرفض ، وكان مبررها أنها ستعيش مع الخوف ، تخشى أن توافق فلا نعيش سعداء ، وفي الوقت نفسه تخشى أن ترفض رفضاً باتاً قاطعاً فتندم لهذا الرفض ، ورغم الصدمة إلا أني رأيت في هذا الكلام بشائر ضوء يبزغ ، وأعطيتها الفرصة لتفكر على مهل وتراجع كل حساباتها وأفكارها ، وأمامها عام كامل قبل أن تتخذ قراراً نهائياً ، كنت لشدة حبّي لها ألتمس لها العذر ، فهي فتاة غاية في الاستقامة لم يسبق لها تجارب حب ولم تمر بأي مشاكل عاطفية من قبل ، ولكن القدر استمر يسخر مني ومن حبي الكبير فخلال هذا العام تقدم ابن الخال لخطبتها رغم علمه أني أحبها ، واشتعل بيت خالتي وكلهم يأخذون جانبي ويرحبون بي ويفضلونني ، وفي الوقت نفسه رفضته هي فوراً وبلا تردد ، لم تكن تريد كما قالت أن تشعل نار الفتنة بين الأسرة
ومرضت ابنة خالتي الحبيبة مرضاً خطيراً وكادت أن تصاب بالشلل لولا تداركتها رحمة الله ، وشفيت وإن بقيت آثار ورواسب لهذا المرض ، ومرّة أخرى اسمع منها اعتذار عنا تسببه لي من آلام ومتاعب بسبب رفضها ، وتطلب أن تستمر المراسلات بيننا لعل وعسى ، بدأت التحضير للعودة إلى قريتي ، كان وداعها لي ابتسامة حلوة أعادت إلى قلبي بصيصا من الأمل
بعد مدة جاءت خالتي لزيارتنا بالبلد وطبعا دار حوار حول حبِّي لابنتها ورغبتي فيها واستمرار رفضها ، وحاولت أن تهدئ من نفسي وتطالبني بالصبر عليها ، ووعدتها بأن أحبها مدى الحياة ، وعند عودتها إلى بيتها بالمدينة رافقتها وسافرت وجاءني خطاب من ابنة الخالة الحبيبة تتضمن كلماته قرارها النهائي .. لقد فكّرت طويلا وانتهت إلى أنه من الأفضل أن نظل اخوة … وكانت هذه الصدمة الرابعة منها
وشاءت الظروف أن أبدأ عملي في اليوم التالي مباشرة ووقعت عيني على فتاة لفتت نظري ، أعجبني فيها الجمال والهدوء ، اتجهت إليها وأنا لازلت أترنح تحت وطأة صدمة خطاب ابنة الخالة الحبيبة ، عرفت اسمها وقدّمته لزميلة لي لتسأل عنها ، وإذ بها تأتي لي في اليوم التالي بكل المعلومات عن تلك الفتاة وعنوان بيتها ، بل موافقة الأسرة والبنت أيضاً ، وقبل أن أخطو خطوة واحدة فوجئت في نفس اليوم بأن خالتي توفيت ، وسافرت إلى المدينة ووقفت بجانب زوج خالتي المسن أتلقى العزاء ، واعتبرت نفسي منذ ذلك اليوم مسئولاً عن بنات خالتي حيث أن خالتي لم تنجب ولداً
إلى جانب قصة حبي لابنة خالتي الحبيبة ، كانت هناك قصة أخرى تقدم صورة تماماً لحالتي ، فمن خلال ترددي على بيت أخي أثناء دراستي بالجامعة وبعدها حتى الآن تعرّفت على أخت زوجته ، ومن خلال لقاءاتنا العديدة أحبتني الفتاة بقوة ، رأيت فيها ومنها ما تمنيته في ابنة خالتي ، رأيت الحب الجارف نحوي ولم أجد لدي الشجاعة لأرفضه أو أبعدها عني ، كنت أرى فيها نفسي أمام ابنة خالتي ولم أستطع إلا أن أبدو أمامها في صورة المحب المستجيب لحبها ، وأصبحت الفتاة مجنونة بي وبحبي كما أنا مجنون بحب ابنة خالتي ، وفي خجل شديد تحدثت معي عن ارتباطنا ولم أستطع أن اصدمها فأنا أعرف جيدا وقع مثل تلك الصدمات ولكن رحت أضع العقبات التي تحول بيننا وبين تحقيق هذا لعلها تيئس وتنصرف عني ، ولكنها لم تعترض بل كانت توافق على كل شئ ، وكان وضع حالها معي كحالي مع ابنة الخالة
كان لابد أن أضع حداً لهذه المهزلة التي أعيشها ، مهزلة الحب الميت هنا وهناك ، وهداني تفكيري إلى أن أحقق هذا الهدف دون أن أجرح مشاعرها أو أن أسئ إليها ، فأعدت إليها كل خطابات الحب الملتهبة التي كانت ترسلها لي وكل هداياها لأنني كما ذكرت لها وجدت أن أمامي سنوات طويلة حتى أكون مستعداً للزواج ولهذا فأنا أؤجل حالياً التفكير في الزواج
ولكنها كانت قد عرفت من أختها ( زوجة أخي ) بكل أخباري وعلاقتي بابنة الخالة وحبي لها ، بل إنني تقدمت إليها فعلاً وعندما تحدثت معي بهذا أنكرت الحب وبررت تصرفاتي بأنها مفروضة عليّ باعتبارها ابنة خالتي ، كنت أريد أن أجنبها أي صدمة حب فإن كنت فشلت أن أتجاوب معها وأحبها فلا أقلَّ من أكون رقيقا خاصة أنني أؤمن تماماً بأن الحب مرّة واحدة وليس هناك ما يسمّى بالحب الثاني أو الثالث فالحب مرّة واحدة ، ومع ذلك مرضت المسكينة ولازمت الفراش وكنت أنا السبب وما أن تماثلت للشفاء حتى جاءتني لتخبرني أنها تعرف كل شئ وأنها ستتركني راضية لابنة خالتي خاصة في تلك الظروف الجديدة بعد وفاة أمها ورأيت في عينيها دموع الأسى وحزناً لا أستحقه
ووجدت نفسي في موقف أعتقد أنه من النادر أن يوضع فيه غيري ، حب مجنون لابنة خالتي التي ترفضني بإصرار ، وحب مجنون من شقيقة زوجة أخي التي تنازلت عن حبها وكل آمالها من أجل أن تتركني لابنة خالتي ، وتلك الفتاة التي ظهرت فجأة في حياتي ومازالت تنتظر ، وما وصلت إليه من التفكير في الزواج بدون حب ولا مشاعر